- جمعية التآخي الخيرية في صحنايا
- جمعية التآخي الخيرية في صحنايا
أسرة «سبت الأمل» ترفد ذوي الاحتياجات الخاصة لدمجهـم بالمجتمـعاتخذوا من أشعة الشمس شعاراً لأسرتهم وخطواتهم السليمة على درب الأمل، هي من ساعدتهم على تخطي حاجز المستحيل، فمن عجزهم استطاعوا أن يقفوا على حطام أحزانهم وأن يتجاوزا محنتهم ومأساتهم من فكرة الضعف والعجز، راضين بما قسمه الله لهم، أجساد بحاجة إلى متطلبات خاصة وإضافية, ليعلمونا كيف أن الأرواح تتوق أن تعيش خارج قوقعة اليأس رغم جسد أنهكه المرض.
«تشرين» زارت أسرة سبت الأمل في صحنايا في ريف دمشق لتتعرف إلى أفراد تلك الأسرة التي تضم خمساً وعشرين حالة من ذوي الاحتياجات الخاصة وعشرين متطوعاً ومتطوعة لتدخل في تفاصيل حياتهم في يوم واحد تجمعهم فيه الألفة والمحبة والتصالح مع ذواتهم ومع الآخرين وكسر حاجز الخوف من المجتمع.
نحن زهور
«من حقنا أن تتوقفوا معنا لأنا نحن منكم، لا تنسونا نحن زهور فيكم صرنا نرى النور صرنا ننطر سبت النور إلى ما فرق بين الأديان، أنتم الفرحة وأنتم العيد وقفتكم معنا لاتنسى يالله معنا يداً بيد لنبني مجد الأوطان» من صوتهم المتلعثم الذي صدح رغم آه حاجاتهم الخاصة بتلك الأغنية الترحيبية غنى أفراد أسرة سبت الأمل من ذوي الاحتياجات الخاصة مرحبين بضيوفهم والمحبة قد اتسعت في صدورهم متخطين رهبة اللقاء والحديث.
حالات خاصة متوجة بالإبداع
«رند جباعي» من أسرة سبت الأمل, تخطت مرضها «الشلل الدماغي الرباعي» ومارست حياتها بمساعدة أخيها كرم في الحضور كل سبت لتحدي الألم فكتبت ورسمت ودخلت الحياة الالكترونية وصار لها أصدقاء على صفحتها الخاصة، أما أدهم عربي «كفيف» يقول: إن متابعتي لبرنامج الأسرة جعلني أمارس هواياتي المفضلة وهي الموسيقا والعزف على آلة «الأورغ» إضافة إلى تعلم تلوين الرسومات الخاصة بالكفيف ومشاركة طارق ونسيم وغيرهم من زملائي في تعلم صناعة مطرزات من القش والأعمال اليدوية وقد عرضت أعمالنا في معرض خاص لنا تشجيعاً لإرادتنا ودعماً لمواهبنا.
العمل الإنساني التفاعلي
ريم عربي «أم رند» تزور أسرة سبت الأمل هي وابنتها منذ ثلاث سنوات أي من بداية تأسيسها، إن تعلق الأم بابنتها المصابة بالشلل الدماغي الرباعي أبعدها عن حياتها الاجتماعية فحاولت جاهدة أن تشاركها ضجة الحياة والتفاعل معها من دون تردد, وعن تطوع الأم في برنامج «حقن نوقف حدن» الأسبوعي بينت أم رند أنها حاولت أن تخرج من الحالة الخاصة إلى العامة عندما وجدت أن كثيراً من أبناء تلك الأسرة بحاجة إلى خبرات ورعاية فلقد سخرت الوقت والجهد في الخضوع لدورات تدريبية كدورة نطق إشارة التي أقامتها منظمة «الأنروا» وغيرها لتقوية مهارات التواصل مع تلك الفئة, إضافة إلى أنها كانت سابقاً آنسة روضة لمدة لا يستهان بها ما جعلها تتقبل بهدوء هؤلاء الأشخاص الذين يتمتعون بحساسية مفرطة.
المتطوعة «سمرة مزهر» موظفة وأم وعضو بجمعية تآخي الخيرية في بلدة صحنايا تقول: إن يوم السبت هو يوم عطلة للموظفين وهو بالنسبة لأهالي ذوي الاحتياجات الخاصة يوم راحة ولاسيما أن الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يقضي يوماً ممتعاً وغنياً مملوءاً بالبرنامج التعليمي والترفيهي، أما عن تجربتها كمتطوعة فتبين بأنه لابد من التنسيق في العمل والوقت والتفرغ في هذا اليوم إلى هؤلاء الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدة حتى ولو أن يوماً واحداً لا يكفي لذا خصصنا أسبوعاً كاملاً لقضائه في النادي الصيفي ليمارسوا هواياتهم المفضلة.
لاينقصهم الذكاء
شعورهم المرهف يجعلهم يبكون لمجرد أنهم يفقدون أعصابهم يصرخون كأطفال ثم يعودون إلى طبيعتهم البريئة, منهم من لم يكن يسير على قدميه ومنهم من كان يعيش وحيداً كطيف توحد وكثير منهم يشتاق لذلك اليوم كي يشعروا بأهمية الحياة بالنسبة له إنه نتيجة الاجتماع المتكرر في أسرة سبت الأمل والشعور بالألفة التي تخلقها روح الجماعة، ففي »موقف بلدة صحنايا للنساء« يجتمعون كل سبت ويتركون أبوابهم مشرعة لكل أسرة تحب أن تقضي مع ابنها يوم السبت, بعيداً عن النظرة الدونية وكلمة «حرام» التي تقف عائقاً بين المجتمع وبين ذوي الاحتياجات الخاصة ،لأن الأم تفتخر بابنها وإن كان من ذوي الاحتياجات, وهي تتمنى أن ترافقه في المناسبات جميعها, لأنهم أشخاص لا ينقصهم الذكاء.
مواكبة الإعلام لأعمالهم
المشرفة والمتطوعة نجوى شعلان وهي إحدى المسؤولين عن البرنامج الإعلامي تقول: إن هناك اجتماعات دورية لأسرة سبت الأمل لدراسة وتطوير العمل وآلياته, حيث نعتمد على المحاضرات بعد جمع المعلومات وذلك لتطوير المهارات الذاتية وكيفية التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة إضافة إلى تقديم المحاضرات للأهالي عن كيفية التعامل والدمج المجتمعي خاصة للأسر فنقوم بالاحتفال بمناسبات عيد الأم والأعياد الأخرى ودمجهم في المجتمع, وعن صفحتهم الالكترونية الخاصة تقول شعلان: منذ أربعة أشهر انطلقت صفحة سبت الأمل لتعرض الفعاليات التي يقوم بها أعضاء البرنامج إضافة إلى عرض الحفلات الفنية والنشاطات الترفيهية التي تقام بالمتنزهات والتي تقدمها الأيادي البيضاء على حسابها الخاص، كل ذلك تشجيع لتفاعل ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع وإثبات وجودهم كفئة غير مهمشة لها حقوق لابد من المطالبة بها.
الإشراف النفسي
يطالب الدكتور شفيع شعبان اختصاصي أمراض نفسية ومشرف على الصحة النفسية لذوي الاحتياجات الخاصة في أسرة «سبت الأمل» بوجود مقر خاص للأسرة حتى يتم تقديم العلاج لذوي الاحتياجات الخاصة على مدار أيام الأسبوع ولا يقتصر على يوم السبت ما يفيد الأطفال لاسيما وأن وجودهم الاجتماعي يومياً يساعدهم على تذكر ما يتعلمه من خلال اجتماعه فالمعلومة قد ينساها خلال أسبوع وهذا ما يعوق تقدمه في التعلم والتطوير العقلي والذهني, يقول شعبان : نأخذ بالحسبان عند تقديم المعلومات عمر المعوق و حاجته العقلية ومدى استيعابه للمعلومة المناسبة، ونحاول تشجيع المجتمع الأهلي في تقديم المساعدة لهم إضافة إلى دور الأهالي المهم في تسريع نوع التعلم والإرادة والابتعاد عن الشعور بالشفقة وهي من الأمور الصعبة للمعوقين في التخطي والتعايش مع وضعهم الصحي.
أهداف سبت الأمل
عن اختيار يوم السبت لالتقاء أفراد الأسرة يقول المسؤول عن البرنامج الباحث الاجتماعي رياض كشيك في منظمة «الانروا»: لقد اخترنا يوم السبت باعتباره يوم عطلة للمتطوعين وهو يوم مناسب لهم لذلك سميت «سبت الأمل» ومن أهداف برنامج «حقن نوقف حدن» هو إدخال البهجة والسرور إلى قلوب الأطفال والهدف الثاني هو مساعدة الأهل في قضاء أبنائهم خمس ساعات تقريباً في الأسرة ونحن نتكفل بمجيئهم وإيابهم, أما الهدف الثالث فهو تمكينهم تربوياً وتعليمياً من قبل كادر متخصص وتنشئتهم مجتمعياً وزرع البهجة في نفوسهم من خلال القيام بمسرحيات ورياضات خاصة بهم، إضافة إلى حرصنا على تعليم المعوقين فهناك اهتمام بصحتهم من خلال توجيههم وارشادهم إلى المراكز المختصة لمعالجة الحالات التي لا تستطيع الانتساب إلى الأسرة نتيجة وضعها الصحي, فعلى مدار ثلاث سنوات جمع البرنامج أفراداً مخلصين كبروا مع بعضهم وتعايشوا في تصالح مع حالاتهم الصحية, إذ تؤمن الجمعية الخيرية متطلباتهم من صندوقها الخاص, ومن الأيادي البيضاء التي في البلدة.
جمعية التآخي الخيرية
يبين رئيس جمعية تآخي الخيرية في صحنايا عدنان عقل أن الجمعية منذ تأسيسها في عام 2004 كان من أهدافها رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وقال: قررنا تبني موضوع الإعاقة والإشراف على برنامج «حقن نوقف حدن» فكثفنا جهودنا لإنجاح تلك المهمة التي يحتاجها الكثيرون, لأن حرمانهم من المشاركة يزيد من درجة وحدة الإعاقة فعلينا عدم تهميشه, وعملت الأسرة صفحة خاصة على الانترنت ما زاد عدد المتطوعين ومشاركة المجتمع الأهلي في تقديم مساعدات مادية ومعنوية علما بأنه لا يوجد مقر خاص للأسرة، والعمل بها تطوعي. كما تجدر الاشارة الى ان إحدى شركات الأدوية قامت بتقديم الدواء لحالات ذوي الاحتياجات الخاصة.
2013-08-28 16:34:18
عدد القراءات: 1775
الكاتب: admin
المصدر: مجلس ادارة الجمعية