ما الذي يشدك الى الموقع
اعزائي زوار الموقع اتمنى واياكم عاماً ملؤه السلام والامان والتعالي على الجراح .
أيتها المرابع الفسيحة التي تنمو فيها براعم الحياة وتتفتح أزاهير الربيع وتنضج مواسم الغلال
أيتها المرابع الفسيحة التي تنمو فيها براعم الحياة وتتفتح أزاهير الربيع وتنضج مواسم الغلال .. أيتها الصروح الشاهقة والقلاع العظيمة التي تحط فيها النسور وتسكن .. أيتها الأفاق المديدة حيث تداعب نسائم الحب وغيمات العطر براعم غضة لتفترَ أكمامها عن ابتسامات بيض وصفحات وجوهها عن اشراقات ساطعة .. أيتها الأعشاش الدافئة التي تحضن فراخها بحب وحنان وعناية فائقة ..
يا دور العزة وديار العلا التي تتزاحم في رحبها قامات صغيرة لتتطاول نحو الشمس وشواطئ النجوم وتعد بمستقبل زاهر.. أيتها المكامن المختزنة في حناياها وخفاياها الثروات والكنوز الثمينة , الحاضنة في قلبها بذور المواهب والإبداع والآمال والوعود , المستقطبة رموز العطاء والنضال في أسمى جبهات المجد ..
أيتها المدائن التي توقظها أولى الخيوط الذهبية فتطفح صخباً ونشاطاً وحياةً وتتزاحم فيها ألوان الأعياد وأهازيج الحب والبراءة ويفوح منها عبق الأمل والفرح ..
يامن تتوجع الآن وتئن وتنزف , وتعمل فيها معاول الهدم والتخريب وتعيث أيدي الشر والعدوان إذ تصرخ ألسنة النار واللهب وتعربد سحب الدخان .. يا من فقدتِ أسراباً من السنونو والفراش وأضاميم من الفل والياسمين والجوري بالموت والهجرة والتشرد ..
يا مدارسنا العظيمة .. يا مرابع ذكرياتنا الحلوة .. يا أرجوحة أحلامنا .. يا بيوت قصائدنا وأغنياتنا .. ويا مواويل ألحاننا .. يا صروحنا العملاقة كم حلَ بكِ من خطب وآلام وجراح تكبيرين عليها وتعلين , وتصرين على البقاء والعطاء واحتضان أبناء العلم والنور , أبناء الوطن , أبناء الإنسانية والحياة ..
يصر أهلك وأحبابك , طلبة وعاملين ومعلمين على استمرار البذل والعمل رغم الظروف التي تعصف بكِ ورغم القسوة والجور والآلام التي يعاني منها البلد الحبيب.. تؤكدين بإصراركِ وإرادتكِ على مبدأ عظيم أزلي مفاده أن الحياة أقوى من الموت , والعطاء أشد مظاء من الأخذ والفرح منتصر أبداً على الحزن وأن الإنسان قوة جبارة لا تقهر وسورية العظيمة بلد عريق وشعبها أصيل أصيل ..
عيوننا إلكِ ترنو , وآمالنا بكِ معلقة بإن تبلسمي جروح الجسد والنفس والعقل , إن الإنسان , ذلك الإنسان رأسمال المجتع وثروته بحاجة ماسة إليكِ برعاية جبارة وبإيد خيرة وإرادة فولاذية وعمل وعطاء وسخاء بلا حدود .. إنكِ مدعوة بشدة , إدارة ومعلمين ومرشدين تربويين نفسيين لمهمة استعادة الأمن النفسي والتربوي إلى أبنائنا ومحو الآثار الآليمة المرَة التي خلفتها الحرب , إنكِ مدعوة إلى تعزيز روح المحبة والتسامح والحوار والأخوة والتعاون والترابط بين أبناء الوطن الواحد , الشعب الواحد , ولنمسح الدموع ونداوِ الجروح ونجبر الرضوض , ونرسم ابتسامات المحبة والسلام والأمان والمسرة على الوجوه العطشى ولننعش الآمال والقيم في النفوس والعقول .
عفاف لطف الله
حقيقة آنسة عفاف تضعين الدواء على الجرح شكرا لك على هذه اللفتة الحلوة
الله يحفظ هالأنامل
خليل الصويتي